رسالة حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش
فلما عزم على الخروج، كتب حاطب بن أبي بلتعة إليهم يخبرهم بعزم رسول الله ﷺ على غزوهم، وقال في كتابه: يا معشر قريش، إن محمدًا قد عزم على غزوكم بجيش كالسيل، يختفي بالنهار، ويسير في الليل، والله لو جاءكم وحده، لنصره الله عليكم. فانظروا في أمركم، والسلام. وأرسل الكتاب مع امرأة. فنزل الوحي بخبرها، وأرسل رسول الله ﷺ عليًّا والـمقداد لذلك وقال: «إنكم ستأتون امرأة ظعينة بروضة خاخ، ومعها كتاب، فخذاه منها». فوجداها كما وصفها رسول الله ﷺ في روضة خاخ. فقالا: هات الكتاب. فقالت: ليس معي كتاب. فقالا: والله لتخرجن الكتاب، أو لنجردنّ الثياب. فأخرجت لهما الكتاب من عقاص شعرها. فقال رسول الله ﷺ لحاطب: «ما حملك على ذلك؟» فقال: والله ما فعلته رِدة عن الإسلام، وما من أحد من قريش إلا وله قرابة يحمون ماله، وليس لي أحد، فأردت أن أجعلها يدًا عندهم، يحمون بها مالي. فقال رسول الله ﷺ: «قد صدقكم». فقال عمر: دعني أضرب عنقه. فقال: «إنه من أهل بدر، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم؟».