دخوله ﷺ مع أبي بكر غار ثور
فخرج رسول الله ﷺ خائفًا مختفيًا في صحبة أبي بكر، وعمدا إلى غار ثور - وهو جبل بأسفل مكة - فدخلاه، وأمر أبو بكر مولاه عامر بن فهيرة بأن يرعى غنمه بالنهار، ثم يريحها عليهما إذا أمسى في الغار؛ لتخفي أثرهما، ويشربان من لبنها، ففعل ذلك.
وخرجت قريش في طلب رسول الله ﷺ وهم يمرون بالغار ويقول أبو بكر: يا رسول الله، لو نظر أحدهم إلى شراك نعله لأبصرنا. ورسول الله ﷺ يقول: «لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟».
يقول الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ٤٠﴾ [التوبة: 40].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (13) هِجرة النّبي عليه الصّلاة والسّلام من مَكة إلى المدينة - المجلد (6)