مؤامرة قريش لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وحراسة ربيعة بن كعب له
ولما اشتد الأذى برسول الله ﷺ وتألبت قريش بالعداوة له ولأصحابه، ثم اتفقوا في أن يختاروا من كل قبيلة رجلاً فيضربوه جميعًا بسيوفهم في وقت واحد، حتى يضيع دمه من بينهم. فأطلع الله نبيه ﷺ على كيدهم ومكرهم، وأنزل الله تعالى: ﴿وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ ٣٠﴾ [الأنفال: 30].
وعلى أثر هذه الـممالأة على قتله، حصل مع رسول الله ﷺ تلك الليلة شيء من الخوف من هجومهم عليه، إذ سمع حركة سلاح، فاطلع فقال: ««من هذا؟» فقال: أنا ربيعة بن كعب الأسلمي، أحرسك يا رسول الله لتنام. فَقَالَ له «سَلْ». فَقال: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِى الْجَنَّةِ. فقَالَ: «أَوَغَيْرَ ذَلِكَ». قُلْتُ هُوَ ذَاكَ. قَالَ: «فَأَعِنِّى عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ»». رواه مسلم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (13) هِجرة النّبي عليه الصّلاة والسّلام من مَكة إلى المدينة - المجلد (6)