بيعة العقبة والهجرة إلى المدينة والإذن بالقتال
وكان جميع عرب الحجاز ونجد مع قريش على حرب رسول الله ﷺ، فلما استجاب الأنصار لدعوته على أن يمنعوه، ويمنعوا كل من هاجر إليهم من أصحابه، مما يمنعون منه أهلهم وأولادهم، وتواثقوا معه على ذلك ليلة العقبة، فعند ذلك أمر رسول الله ﷺ كل من أسلم بأن يهاجروا إلى الـمدينة، فكانوا يخرجون أرسالاً، ويهاجرون على سبيل الاختفاء من قريش. وكانت قريش يصادرون أموال كل من هاجر منهم، وأنزل الله سبحانه: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ ٣٩ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ﴾ [الحج: 39-40]. وهذه هي أول آية نزلت في الإذن بالقتال، لهذا كان قتال رسول الله ﷺ لقريش ولسائر العرب، كله دفاعًا عن الدين، وعن أذى الـمعتدين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (13) هِجرة النّبي عليه الصّلاة والسّلام من مَكة إلى المدينة - المجلد (6)