مجاهدة الرسول ﷺ على محو الأمية، وتعميم التعليم لأصحابه
وفي وقعة بدر لما أمر النبي ﷺ بالأسرى من بعد الفراغ من القتلى؛ وكان القتلى سبعين، والأسرى سبعين؛ ضرب على كل واحد منهم فداء من نقود الذهب يلزمه أداؤه. فقابل الأغنياء بأداء ما عليهم ومنهم العباس وغيره، وبقي بقيتهم الذين لا يستطيعون الأداء. فأمرهم النبي ﷺ بأن يعلموا الصحابة القراءة والكتابة في مقابلة ما عليهم من الفداء. مما يدل على مجاهدة الرسول ﷺ على محو الأمية، وتعميم التعليم لأصحابه، لكون الأمية نقص في الشخص ما عدا رسول الله ﷺ، فإنها من معجزات نبوته وليست من سنته، حيث لم يأمر بها أحدًا من أصحابه. وضد الأمية العلم، ومن شرف العلم أن كل أحد يدعيه، ومن قبح الجهل أن كل أحد يتبرأ منه، وإن كان قد رسخ فيه. ثم إن الله سبحانه أمر في كتابه بالكتابة، وجعلها من مكملات الشخص وضرورياته، بحيث يحفظ بها حقوقه وماله وما عليه، وتكون كسبًا له في حال عسرته كما قيل:
تعلم قوام الخط يا ذا التأدب
وما الخط إلا زينة الـمتأدب
فإن كنت ذا مال فخطك زينة
ولم تك ذا مال فأفضل مكسب
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (11) فضل العِلم وتعَلّمه وتعليمه - المجلد (6)