البخل من أبغض ما يتخلق به الرجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد قال (صلى الله عليه وسلم): «مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا لِى ذَهَبًا يَأْتِى عَلَىَّ لَيْلَةٌ أَوْ ثَلاَثٌ عِنْدِى مِنْهُ دِينَارٌ، إِلاَّ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ، إِلاَّ أَنْ أَقُولَ بِهِ فِى عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا»، أي عن يمينه وشماله ومن خلفه، لكون البخل هو من أبغض ما يتخلق به الرجل عند رسول الله ﷺ، وقد قال النبي ﷺ لبني ساعدة: «من سيدكم؟» قالوا: الجد بن قيس على أننا نبخِّله، قال ﷺ: «وأي داء أدوى من البخل، بل سيدكم عمرو بن الجموح» لهذا قال شاعرهم:
وقال رسول الله والحق قوله
لمن قال منا من تُسمون سيدا
فقلنا له الجد بن قيس على التي
نُبَخّله فيها وإن كان أسودا
فتى ما تخطى خطوة لدنية
ولا باسط يومًا إلى سوأة يدا
فسود عمرو بن الجموح لجوده
وحُق لعمرو بالندى أن يُسوَّدا
إذا جاءه السؤال أوهب ماله
وقال خذوه إنه راجع غدا
فلو كنتَ ياجد بن قيس على التي
على مثلها عمرو لكنت الـمسوَّدا
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / [سؤال عن قول عمر رضي الله عنه: الغناء زاد المسافر. والجواب عنه] - المجلد (5)