النبي ﷺ كان رحب الصدر لسماع الشعر والغناء أحيانًا
وقد كان للنبي ﷺ حادٍ يحدو بالجيوش بغنائه فيشتد سيرُها تبعًا لصوته حتى يطأ بعضها بعضًا من التزاحم، كله تبعًا لرقة صوته بالغناء، حتى قال النبي ﷺ لحاديه: «يَا أَنْجَشَةُ لاَ تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ». يعني النساء.
والنبي ﷺ كان رحب الصدر لسماع الشعر والغناء أحيانًا كما ثبت «عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا فَقَالَ «هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِى الصَّلْتِ شَيْئًا». قُلْتُ نَعَمْ قَالَ «هِيهِ». فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ «هِيهِ». ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ «هِيهِ». حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ». رواه مسلم.
ومثله حين أرى عائشة لعب الحبشة وكانوا يلعبون بحرابهم، وكان يقول لها: «حسبك» وهي تقول: أمهلني أنظر إليهم. وذلك في يوم عيد، ثم قال: «لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِى دِينِنَا سعة» أو قال: «فُسْحَةً»، ومثله دخول أبي بكر على عائشة في بيتها وعندها جوارٍ يضربن بالدف فنهرهن أبو بكر وقال: مزمارة الشيطان في بيت رسول الله ﷺ؟ فرفع رسول الله ﷺ رأسه وكان مضطجعًا وقال: «دَعْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا أهل الإسلام».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / [سؤال عن قول عمر رضي الله عنه: الغناء زاد المسافر. والجواب عنه] - المجلد (5)