شريعة النبي صلى الله عليه وسلم مهيمنة وحاكمة على جميع الشرائع

ثم جاءت شريعة محمد رسول الله مهيمنة وحاكمة على جميع الشرائع، لأن كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وقد بعث رسول الله محمد إلى الناس كافة قال تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158]. وقال: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا﴾ [سبأ: 28]. ولما رأى رسول الله مع عمر قطعة من التوراة قال: «يا عمر لقد جئتكم بها بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ولو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي» . فبما أن رسول الله هو خاتم المرسلين فكذلك شريعته هي خاتمة الشرائع، فلا يجوز لأحد أن يتعبّد أو يعمل بشريعة غير شريعته، إذ هي المهيمنة على سائر الشرائع والحاكمة عليها. يقول الله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ١٨﴾ [الجاثية: 18].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء / " النبي محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والرسل وشريعته آخر الشرائع " - المجلد 1