معاملته صلى الله عليه وسلم لأهل مكة بعد فتحها

ولما دخل صلى الله عليه وسلم مكة وسّع نطاق الأمان لأهلها ولم يرعهم بقتل ولا قتال إلا أفرادًا عرف أن بقاءهم يفسد بقيتهم، منهم عقبة بن أبي معيط الذي هو أشر قريش والذي وضع سلى الجزور على رأس رسول الله وهو ساجد. ومنهم النضر بن الحارث الذي يهجو رسول الله بشعره، وقد أسبل المنَّ والعفو على جميعهم وقال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» ولم يسأل واحدًا منهم عن دينه حتى دخلوا دين الإسلام باختيارهم وصدق عليهم قوله سبحانه: ﴿۞عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجۡعَلَ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ عَادَيۡتُم مِّنۡهُم مَّوَدَّةٗۚ وَٱللَّهُ قَدِيرٞۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٧﴾ [الممتحنة: 7]. وإن أردت تفصيل ذلك بتفسيره فراجع قضية الفتح الأكبر -الذي أعز الله به الإسلام ونصر، وأذل به الباطل وكسر- من كتابنا هذا تجد فيها ما يشفي ويكفي.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الملحق بكتاب الجهاد المشروع في الإسلام / " المقدمة" - المجلد (3)