تأبى حكمة الله أن يوجد نبي غير رسول
إن الله سبحانه تأبى حكمته أن يوحي إلى نبي من الأنبياء بشرع من الأمر والنهي والفرائض والأحكام وأمور الحلال والحرام ثم لا يأمره بتبليغه، بحيث يصر على كتمانه وعدم بيانه بدون حرج ولا إثم عليه، ويكون هذا الشرع الذي أوحاه الله إليه بمثابة الدين الضائع بحيث لا ينتفع به أحد. وما الفائدة بهذا النبي وبهذا الشرع الذي أوحي إليه وهو لم يبلغه إلى الناس؟!! إن هذا لا يكون أبدًا، وليس هو من سنّة الله ولا من شرعه ويجب تنزيه الأنبياء عن الاتصاف به. والله تعالى يقول: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: 187]. والأنبياء هم رؤوس من أوتوا الكتاب وأُخذ عليهم الميثاق في بيان ما نزل إليهم من ربهم، فهم لا يكتمون الله حديثًا.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء / " كل نبي أو رسول مأمور بتبليغ ما أوحي إليه " - المجلد 1