من أعرض عن عبادة ربه فإنه يُبتلَى بفقر النفس، وشغل القلب
وأما قوله (صلى الله عليه وسلم): «وإن لم تَفْعَلْ مَلأْتُ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ» فإن هذه ضربة لازب في حق كل من أعرض عن عبادة ربه وصرف جُلَّ عقله، وجُلَّ عمله، وجُلَّ اهتمامه للعمل في دنياه، واتبع شهوات بطنه وفرجه، وترك فرائض ربه، من صلاته وزكاته، ونسي أمر آخرته، فإنه يُبتلَى بفقر النفس، وشغل القلب. فتجده دائمًا مهمومًا مغمومًا، جَموعًا مَنوعًا، سيِّئ الحال، لا يكاد يمر السرور له ببال، فيحيا حياة نكدة مكدرة، من أجل إعراضه عن عبادة ربه. يقول الله تعالى: ﴿قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ ١٢٣﴾ [طه 123]. أي لا يضل في سعيه، ولا يشقى في حياته ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا﴾ - أي في حياته - ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤﴾ [طه: 124]. أي بعد وفاته.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 20 الحياة الطيّبَة وكونها لا تُدرَك إلا بالأعمال الصّالحة - المجلد 6