حياة المؤمن في الآخرة أرقى وأبقى من حياته في الدنيا

المؤمن يعتقد أن له حياة في الآخرة هي أبقى وأرقى من حياته في الدنيا، والموت وإن كان مكروهًا لدى النفوس لكنه سبب في انتقال المؤمن من دار الشقاء والفناء إلى دار السعادة والبقاء، ولما قال النبيﷺ: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» قال الصحابة: يا رسول الله كلنا يكره الموت. فقال: «إنه ليس الأمر كذلك، ولكن الإنسان إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال على الآخرة فإن كان من أهل الخير وبُشِّر بالخير، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن كان من أهل الشر وبُشِّر بالشر فكره لقاء الله وكره الله لقاءه». إن من كانت عقيدته التكذيب باليوم الآخر وإنكار البعث للحساب والثواب على الحسنات والعقاب على السيئات فإنه ينصرف بعقله وعمله واهتمامه إلى العمل في دنياه واتباع شهوات بطنه وفرجه، ويترك فرائض ربه، وينسى أمر آخرته. وقد حذر الله تعالى المؤمنين أن يكونوا أمثاله فقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٨ وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَاهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ١٩﴾ [الحشر: 18-19]. أي نسوا حق الله عليهم من صلاتهم وزكاتهم وسائر واجباتهم، فأنساهم الله أنفسهم، أي أنساهم مصالح أنفسهم الدينية والدنيوية، وحذر الله المؤمنين أن يكونوا أمثالهم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - عقيدة الإسلام والمسلمين / " الإيمان باليَوم الآخِر " - المجلد (1)