تسمية النصارى بالمسيحيين إنما حدثت من عهد قريب

وتسميتهم (يعني النصارى) بالمسيحيين إنما حدثت من عهد قريب، بحيث لم يكن لها أصل في اللغة ولا في التاريخ كحدوث تسمية اليهود بإسرائيل وكلتاهما بدع من القول وزورا. إن القرآن الحكيم مملوء من ذكر البينات والبراهين الدالة على صدق أنبيائه موسى وعيسى وسائر الأنبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليهم أجمعين مما يدل على وجوب تصديقهم فيما جاءوا به ويستدعي قبول الناس وإقبالهم إليهم والإيمان بهم وبكتبهم النازلة عليهم.. غير أن النصارى بموجب إصرارهم على التكذيب بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن النازل عليه، فإن تكذيبهم به مستلزم لتكذيبهم بنبوة موسى وعيسى وسائر الأنبياء فإن من كذب نبياً فإنه يعتبر بأنه مكذب لسائر الأنبياء وكافر بالله – عز وجل – وبما - أرسل الله به رسله. يقول: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ١٠٥﴾. ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ١٢٣﴾ ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ١٤١﴾، فإن التكذيب بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن النازل عليه وزعمهم بأنه شيء فاض على نفس محمد بدون أن يوحى الله به إليه أو ينزل به جبريل عليه فكل هذا يعتبر بأنه تكذيب لمحمد وبسائر الأنبياء قبله، ومن لوازمه التكذيب بالمسيح عيسى بن مريم - عليه الصلاة والسلام- ثم التكذيب بمعجزاته التي أثبتها القرآن الحكيم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / فصل في تسمية النصارى بالمسيحيين