طريقة عرض القرآن للقصص
والقرآن حين يعرض قصص الأنبياء وبني إسرائيل وغيرهم، نراه يأخذ مواد القصص من أحداث التاريخ فيعرضها عرضاً أدبياً ويسوقها سوقاً عاطيًا يبين المعاني ويؤيد الأغراض والأحكام وأمور الحلال والحرام، ويخرج بها من الدائرة التاريخية إلى الدائرة الدينية. ومن هذا الاتجاه الذي يقصده القرآن في أسلوب قصصه التي تؤثر في القلوب بتأثير بلاغته التي ترجع إلى جمال لفظه وحسن نظمه وسمو معانيه وبلاغته فإن السامع وكذا التالي لن يجد شيئاً من الكتب أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه، ولن ترى نظماً أحسن تأليفاً ولا أشد تلازماً من نظمه، وأما المعاني والأحكام فلا خفاء على ذي عقل أنها تشهد لها العقول السليمة بالتقبل والتقدم في أبوابها والترقي بها إلى أعلى درجات الفضل والكمال.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / الحكمة فى تكرار ذكر بنى إسرائيل في القرآن الحكيم وقصص الأنبياء وأهدافها عليهم أفضل الصلاة والتسليم