ذكر القصص في القرآن دليل على أنه من عند الله
وإن الله - سبحانه - إذا ذكر بني إسرائيل وغيرهم بشيء من مخالفة الأمر وارتكاب النهي والعقاب عليه، فإن بني إسرائيل قد مضوا وانقضوا، وإنما يعني به جميع الناس فهو يتمشى على حد إياك أعني واسمعي يا جارة، وخير الناس من وعظ بغيره.
فحين جاء محمد - عليه الصلاة والسلام - بهذه القصص الرائعة عن الأنبياء قبله بهذا البيان والتفصيل المحكم وهو النبي الأمي لا يكتب ولا يقرأ المكتوب، فمتى عرض ما جاء به على أحبار اليهود ورهبان النصارى وسواهم من الأمم، كان بذلك أعظم دليل على أن ما يأتي به هو وحي من ربه ليس من قول البشر. وقد أشارت بعض الآيات إلى هذا الغرض في مقدمات بعض القصص أو في ذيولها، قال تعالى مخاطباً رسوله محمداً: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا ۖ﴾ (من سورة هود).
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / الحكمة فى تكرار ذكر بنى إسرائيل في القرآن الحكيم وقصص الأنبياء وأهدافها عليهم أفضل الصلاة والتسليم