حال اليهود عند بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
أما اليهود حين بعث الله نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - وهم كثيرون متفرقون في اليمن وخيبر والمدينة ومستذلون في سائر البلدان فدخل بعضهم في الإسلام طوعاً واختياراً فصاروا مسلمين، أما من اختار البقاء منهم على دينه وعقيدته فإنهم في ظلال الإسلام والمسلمين آمنين مطمئنين ويسمون أهل الذمّة لكونهم في ذمة الله وذمّة المسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين فيما يتعلق بأمور الحياة، فمن رامهم بسوء غَرِمَ وأَثمَ ولا يكرهون أحداً على الخروج عن دينهم إلا بطريق الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، لأن الله - سبحانه - يقول: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ﴾.
وقال: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ٩٩﴾.
وهذا من سماحة الإسلام الذي جعل الأمم يدخلون فيه طائعين مختارين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (إن اليهود هم اليهود اسمًا ورسمًا وليسوا بنى إسرائيل)