تكرر ورود المنكر يذهب وحشته من القلب
إن قلب الأسماء وإن لم تغير المسميات عن حقائقها، بحيث لا تجعل الحلال حراماً لكنها تعمل عملها في إزالة الإحساس الذي يحز في قلوب الناس، لأن الأفعال المنكرة والأقوال الباطلة متى كثر على القلب ورودها وتكرر على اللسان النطق بها فإنها تذهب وحشتها من القلوب شيئاً فشيئاً حتى لا يراها الناس أنها منكرات ولا يمر بفكر أحدهم أنها مخالفات، وذلك بسبب سلب القلوب نور التمييز والإنكار، وهذا هو حقيقة ما كنا نحاذره ونتقيه في مضرة قلب اسم اليهود بإسرائيل، فإنه بطول الزمان يزول بغض اليهود الذين هم أعداء الإسلام والمسلمين، يقول الله - سبحانه -: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ﴾.
وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك بقوله: (إنَّ النَّاسَ في آخِرِ الزَّمانِ يَشرَبون الخمرَ ويُسمُّونها بغيرِ اسمِها) فتجعل أكثر العوام يستبيحون تناولها بدون تأثر ولا تفكير في إنكارها، لكونهم قد انخدعوا وتأثروا بقلب إسمها، ومثله قلب اليهود باسم إسرائيل، فيترتب عليها من الغرور والخداع ما ذكرنا.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (إن اليهود هم اليهود اسمًا ورسمًا وليسوا بنى إسرائيل)