بنو إسرائيل في أصلهم وفي بداية نشأتهم كانوا مؤمنين موحدين
إن بني إسرائيل في أصلهم وفي بداية نشأتهم كانوا مؤمنين موحدين، وذكر ابن كثير في التفسير عن ابن إسحاق عن وهب بن منبه قال: كان بنو إسرائيل بعد موسى - عليه السلام - على طريق الاستقامة مدة من الزمان، ثم أحدثوا الأحداث وعبد بعضهم الأصنام ولم يزل بين أظهرهم من الأنبياء يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويقيمهم على منهج التوراة إلى أن فعلوا ما فعلوا فسلط الله عليهم أعداءهم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا خلقاً كثيراً وأخذوا منهم بلاداً كثيرة، ولم يكن أحد يقاتلهم إلا غلبهم، وذلك أنهم كان عندهم التوراة والتابوت الذي كان في قديم الزمان وكان ذلك موروثاً لخلفهم عن سلفهم إلى موسى الكليم - عليه أفضل الصلاة والتسليم - فلم يزل تماديهم على الضلال حتى استلبه منهم بعض الملوك في بعض الحروب وأخذ التوراة من أيديهم ولم يبق من يحفظها فيهم إلا القليل، وانقطعت النبوة من أسباطهم ولم يبق من سبط لاوي الذي يكون فيه الأنبياء إلا امرأة حامل من بعلها وقد قتل فأخذوها فحبسوها في بيت واحتفظوا بها لعل الله يرزقها غلاماً يكون نبياً لهم، ولم تزل المرأة تدعو الله – عز وجل – أن يرزقها غلاماً، فسمع الله لها ووهبها غلاماً فسمته شمويل، أي سمع الله دعاءها ومنهم من يقول: شمعون وهو بمعناه فشب ذلك الغلام ونشأ فيهم وأنبته الله نباتاً حسناً، فلما بلغ سن الأنبياء أوحى الله إليه وأمره بالدعوة إليه وتوحيده، فدعا بني إسرائيل إلى الله. انتهى.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (حياة بنى إسرائيل النازل بذكرهم القرآن الكريم)