إنفاذ أبي بكر لجيش أسامة فكان ذلك بركة وعزا للإسلام
كان رسول الله ﷺ قد جهز جيشًا وأمر عليهم أسامة بن زيد. وكان عمر بن الخطاب في جملة هذا الجيش. فنزلوا بالجرف بالقرب من الـمدينة، ينتظرون حالة رسول الله ﷺ، وهل يبرأ من مرضه.
فلما توفي ووقع الاضطراب في الـمدينة، حيث ارتدت العرب عن الدين وقالوا: إنه لو كان نبيًّا لم يمت. فجعل الصحابة على سكك الـمدينة رجالاً يحرسونها. فلما اشتد الأمر، جاء الصحابة إلى أبي بكر، وطلبوا منه أن يرد إليهم جيش أسامة، ليتقووا به على ردع الـمرتدين. فقال أبو بكر: والله لا أحل لواء عقده رسول الله ﷺ، حتى ولو رأيت نساء رسول الله ﷺ تخطف من بين أيدينا. فقالوا: أما إذا أبيت فأذن لعمر أن يرجع إلينا. فقال: أما عمر وحده فلا بأس. فمضى أسامة بجيشه في سبيله، فكان في جيشه البركة والعز للمسلمين. فكانوا لا يمرون بأحد من الـمرتدين إلا ردوهم إلى دين الإسلام.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (90) وفاة رسول الله ﷺ - المجلد (7)