اجتهاد النبي ﷺ في العبادة في عامه الأخير
كان رسول الله ﷺ يعتكف كل سنة في العشر الأخيرة من رمضان، فاعتكف تلك السنة عشرين يومًا. وكان يعرض القرآن على جبريل كل سنة مرة، فعرضه تلك السنة مرتين. وفي آخر شهر صفر في السنة العاشرة من الهجرة ابتدأ الوجع برسول الله ﷺ، فدخل على عائشة وهي مضطجعة على حصير، وهي تشتكي رأسها وتقول: وارأساه!! فقال لها: ««وددت أن ذلك كان وأنا حي فغسلتك، وكفنتك، وصليت عليك». فقالت كأني بك في ذلك اليوم وأنت عروس ببعض نسائك. فقال لها: «بل أنا وارأساه!»». ثم أخذ يتزايد به وجعه، فدخلت عليه فاطمة ابنته ل فسارّها، فبكت، ثم سارّها مرة أخرى، فضحكت، فقيل لها في ذلك. فقالت: أمّا إذْ سارّني فبكيت، فإنه قال: «ما أرى إلا أني سأموت من وجعي هذا، فاصبري، واحتسبي»، فبكيت عند ذلك. وأما إذْ سارِّني فضحكت، فإنه قال لي: «إنك أول أهلي لحوقًا بي، فضحكت». فتوفيت ل بعد أبيها بأربعة أشهر.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (90) وفاة رسول الله ﷺ - المجلد (7)