التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين

(إن) التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين ﴿وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾ [النساء: 131]. وحقيقتها تنحصر في فعل الـمأمورات، واجتناب الـمحرمات، خوفًا من عقاب الله، ورجاء ثوابه. ولهذا قال عمر بن عبد العزيز: ليس التقوى بقيام الليل، وصيام النهار، والتخليط فيما بين ذلك، ولكن التقوى هي أداء ما افترض الله، وترك ما حرم الله، وإن زدت على ذلك فهو خير إلى خير. فالـمتقون يجعلون أعمالهم الصالحة بمثابة الوقاية دون عقاب الله، كما في الحديث أن النبي ﷺ قال: «اتقوا النار». ثم أعرض وأشاح، ثم قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة» . وكان النبي ﷺ يخطب، فسأله رجل. فقال: يا رسول الله من أكرم الناس؟ فقال: «أكرم الناس أتقاهم للرب، وأوصلهم للرحم، وآمرهم بالـمعروف، وأنهاهم عن الـمنكر» . وقد قيل: ألا إنما التقوى هي العز والكرم وحبك للدنيا هو الذل والسقم وليس على عبد تقي نقيصة إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجم ﴿...وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]. ﴿...وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا﴾ [الطلاق: 4-5].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 84 المسارعة إلى الخيرات قبل الفوات - المجلد 7