الدعاء مخ العبادة

فقوله: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي﴾ أي: عباد الإجابة والدعوة، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وإلا فكل الناس عبيد لله بطريق القهر والخلق والتكوين، ولكن السائلين الـمتضرعين هم عباد الله الصالحون الـمخلصون، الذين يعبدون الله ويدعونه متضرعين إليه مخلصين له الدين. فالدعاء عبادة، بل هو مخ العبادة. كما روى النعمان بن بشير، أن النبي ﷺ قال: ««الدعاء هو العبادة» ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠﴾ [غافر: 60]» أي: صاغرين حقيرين. وفي رواية: «الدعاء مخ العبادة» ، ومخ الشيء خالصه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 80 إخلاص الدعاء لله توحيد.. وصَرفه لغير الله شرك - المجلد 7