عشاق التبرج يرون أن الرقي والتقدم، هو في مجاراة النصارى في الخلاعة والسفور

إن نابتة التفرنج، وعشاق التبرج، الذين أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، وخرقوا سياج الشرائع، واستخفوا بحرمات الدين، واتبعوا غير سبيل الـمؤمنين، يظنون من رأيهم القصير، وعزمهم الحقير، أن الحضارة والـمدنية، والرقي والتقدم، هو في معاقرة الخمور، ومجاراة النصارى في الخلاعة والسفور، قد ضربهم من الجهل سرادق، ومن الغباوة أطباق، وغرهم بالله الغرور، تالله لقد سلكوا شعاب الضلالة، وسقطوا في هوان الـمذلة، ورضوا بأخلاق الـمذمة الذي ساقهم إليها، ودلهم عليها، صريح الجهل، وسفالة الأخلاق، ومجالسة الفساق، فإن داموا على ما هم عليه، ولم يعدلوا سيرتهم، ولم يرجعوا إلى طاعة ربهم، صاروا مثالاً للمعائب، ورشقًا لنبال الـمثالب، وسيسجل التاريخ مساوئهم السيئة التي خالفوا بها سيرة سلفهم الصالحين، الذين شرفوا عليهم بتمسكهم بالدين، وطاعة رب العالـمين، فلا أدري من أحق بالأمن إن كنتم تعلمون؟! فانتبهوا من غفلتكم، وتوبوا من زللكم، وحافظوا على فرائض ربكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (76) مساوئ التبّرج وأخلاق التفَرنج - المجلد (7)