معجزة خلق حواء من ضلع آدم

قال الله تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ٢١﴾ [الروم: 21]. إن الله سبحانه خلق آدم أبا البشر حين خلقه من تراب، ثم قال له كن فكان، فصار بشرًا سويا، فريدًا وحيدًا قبل أن يوجد في الدنيا أحد، فكان يهيم في الفلوات، ويستوحش في الخلوات، لا يقر له قرار، ولا يأوي إلى أهل ولا دار، فبينما هو كذلك إذ نام نومة فاستيقظ، فإذا حواء مخلوقة من ضلعه الأيسر، فسكن إليها، وأنس بها، وسمي إنسانًا من أجل أنسه بها؛ لأن الإنسان اجتماعي بالطبع. وقد أشار النبي ﷺ إلى هذه الـمعجزة بقوله: «إن الـمرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها، استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها» . ولهذا يقول الله: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا﴾ [الروم: 21].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 75 الاقتصاد في مؤن النكاح ومراعاة التسهيل وعدم التعسير - المجلد 7