التعليق على قوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾
ثم وصف الـمؤمنين بأنهم ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ أي خائفون خاضعون وجلون. فبدأ بذكر الخشوع في الصلاة قبل الأمر بالـمحافظة على الصلوات؛ لأن الخشوع لبّ الصلاة، وصلاة بلا خشوع، كجسد بلا روح.
وكان أصحاب رسول الله ﷺ، يرفعون أبصارهم إلى السماء وهم في الصلاة، فلما نزلت هذه الآية، خفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم. ولما رأى النبي ﷺ رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة قال: «لو خشع قلب هذا، لخشعت جوارحه» .
لكون مقام الصلاة موقفًا عظيمًا، يعتقد الـمسلم بقيامه أنه ذليل خاشع لرب العالـمين، كما في الحديث: «آمركم بالصلاة، فإن الله ينصب وجهه قِبَل وجه عبده ما لم يلتفت في صلاته» . ولهذا كان من أنواع الاستفتاح للصلاة أن يقول: ««وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من الـمشركين» «والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»» . ﴿ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ٢١٨ وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ ٢١٩﴾ [الشعراء: 218-219].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 72 تفسير قوله سبحانه: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١﴾ - المجلد 7