التعليق على قوله تعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١﴾
بدأ هذه السورة (يعني سورة المؤمنون) بقوله: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١﴾ أي قد فازوا ونجحوا وقد حرف تحقيق، يحقق الله الفلاح، وهو الفوز والنجاح للمؤمنين الـمتصفين بهذه الصفات.
والفلاح هو أجمع كلمة في فعل الخير؛ لأنه الفوز والنجاح بسعادة الدنيا والآخرة، و ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤ وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ١٥﴾ [الأعلى: 14-15]. وجعلت هذه الكلمة في النداء إلى الصلاة، حيث يقول الـمؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح. وفي الحديث: «من دُعي إلى الفلاح فلم يجب، لم يَرِد خيرًا، ولم يُرد به خيرًا» .
ولما خلق الله الجنة بما فيها من النعيم الـمقيم، من كل ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، قال لها: تكلمي. قالت: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١﴾ فقال: طوبى لك منزل الـملوك.
ثم وصف الـمؤمنين باتصافهم بهذه الأعمال الصالحات؛ لأن الله سبحانه كثيرًا ما يقرن الإيمان بالأعمال الصالحات، كقوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ ٧﴾ [البينة: 7].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 72 تفسير قوله سبحانه: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١﴾ - المجلد 7