حد شارب الخمر والحكمة منه

وقد شرع الله على لسان نبيه إقامة الحد بالجلد لشارب الخمر، كفارة عنها. وليكن بمثابة الزجر عن ارتكاب هذه الجريمة الأثيمة؛ لأن دين الإسلام قائم على محاربة الجرائم على اختلاف أنواعها، وعلى تقليلها، وتطهير الـمجتمع من الجهر بها. فشرع حد الخمر صيانة للعقول والأرواح والأجسام والـمجتمع. وأنزل الله ﴿وَلَا تَأۡخُذۡكُم بِهِمَا رَأۡفَةٞ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ﴾ [النور: 2]. لأن من لا يكرم نفسه لا يكرم. ومن يهن الله فما له من مكرم «وحد يقام في الأرض خير لأهلها من أن يمطروا أربعين صباحًا». والنبي ﷺ جلد في الخمر أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين. وقال: «من شرب الخمر فاجلدوه، ثم إذا شرب الخمر فاجلدوه». وقال: «من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (66) الخمر وكونها أم الشّرور والدّاعية إلى الفجور - المجلد (7)