النزاهة عن شرب الخمر هي عنوان الفلاح

إذا تربى الجسم على هذا الرجس (يعني الخمر)، صار نجسًا خبيثًا؛ لأن الغاذي شبيه بالـمغتذي حتى إن أولاد السكير ينشؤون مخدجين لكونهم تخلقوا من نطفة نجسة ﴿ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدٗا﴾ [الأعراف: 58]. ثم وصفها بأنها ﴿مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ﴾ فلا يدمن شربها ولي للرحمن ثم قال: ﴿فَٱجۡتَنِبُوهُ﴾ وهي أبلغ من قوله: دعوه، أو اتركوه. كأنه يقول: ابعدوا عنها كل البعد، كونوا في جانب وهي في جانب. ثم قال: ﴿لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ تشير هذه الآية إلى أن النزاهة عن شرب الخمر هو عنوان الفلاح، وأن الغرق في محبتها وإدمان شربها هو غاية في السفاه والفساد. ثم قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ﴾ أما العداوة في الخمر فمعروفة من قديم الزمان وحديثه، وذلك أنه متى شرب الخمر فسكر، هذى وافترى، وسب وضرب، فإن كان يسوق سيارة الحديد، فإنه ينجم عنه الضر، والبأس الشديد.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 66 الخمر وكونها أم الشّرور والدّاعية إلى الفجور - المجلد 7