لا يحرم الله شيئا إلا ومضرته واضحة

والله سبحانه لا يحرم شيئًا من الـمحرمات، كالربا والزنا وشرب الخمر، إلا ومضرته واضحة، ومفسدته راجحة، كما أنه لا يوجب شيئًا من الواجبات؛ كالصلاة والزكاة والصيام إلا ومصلحته راجحة، ومنفعته واضحة. وقد حرم الله الخمر لفنون الـمضار الـمتفرعة عنها؛ لأنها أم الخبائث، وجماع الإثم، ومفتاح الشرور، والداعية إلى الفجور، تهتك الأسرار، وتقصر الأعمار، وتولد في الجسم أنواع الأمراض والأضرار، عواقبها ذميمة، وعقوبتها أليمة، والقلوب الـمحبة لها سقيمة، والبلية بها لا سيما بعد نزول الشيب داهية عظيمة، فكم سلبت من نعمة، وكم جلبت من نقمة، وكم خربت من دار، وكم أذهبت من عقار، فوصفها سبحانه بأنها رجس وهو النجس الخبيث.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (66) الخمر وكونها أم الشّرور والدّاعية إلى الفجور - المجلد (7)