معنى حديث «إياكم والظن، فإن الظن أكذبُ الحديث...إلخ»

بدأ هذا الحديث بقوله: «إياكم والظن، فإن الظن أكذبُ الحديث» . وهو بمعنى قوله سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞ﴾ [الحجرات: 12]. فأخبر سبحانه أن بعض الظن إثم. ولما طاف النبي ﷺ بالكعبة قال: «ما أعظمك وأعظم حرمتك، وإن حرمة الـمسلم عند الله أعظم من حرمتك، ماله، ودمه، وألا يظن به إلا خيرًا» . وروى الطبراني من حديث حارثة بن النعمان، أن النبي ﷺ قال: ««ثلاث لازمات لأمتي: الطيرة، والحسد، وسوء الظن» فقال رجل: وما يذهبهن يا رسول الله؟. فقال: «إذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض»». ولهذا قال أمير الـمؤمنين عمر بن الخطاب: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك شرا وأنت تجد لها في الخير محملاً، فإنما ينشأ سوء الظن من خبث النية وسوء السريرة. وقد قيل: إذا ساء فعل الـمرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم وعادى محبيه بقول عداته فأصبح في ليل من الشك مظلم
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 62 حديث «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تَدَابَروا...» - المجلد 7