وجوب وجود أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالـمعروف، وينهون عن الـمنكر

إن نصوص الكتاب والسنة توجب على الأمة الإسلامية بأن يكون منهم أمة صالحة، يدعون إلى الخير، ويأمرون بالـمعروف، وينهون عن الـمنكر؛ لأن هذا هو سبب صلاح الناس وفلاحهم، قال تعالى: ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٤﴾ [آل‌عمران: 104]. فعلق سبحانه فلاح الناس ونجاتهم ونجاحهم بوجود جماعة مؤمنة، يأمرون بالخير وينهون عن الفساد في الأرض. وأخبر سبحانه أن هذا هو سنة الله في خلقه من لدن القرون السابقة، وأنه ينجي الناس بوجود الرجال الـمصلحين الذين يأمرون بالخير وينهون عن الشر، ويسعون في البلاد بالإصلاح ومنع الفساد. فقال تعالى: ﴿فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ ١١٦﴾ [هود: 116]. فأخبر سبحانه بأنه لولا وجود رجال صالحين مصلحين ينهون عن الفساد في الأرض، لعم الناس الهلاك والبلاء، ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ﴾ [البقرة: 251].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (61) حماية الدّين والوطن في مَنع أفلام الخلاعة والفِتَن - المجلد (7)