تفسير صاحب "بوارق الهدى" لقوله تعالى: ﴿يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيۡلِۖ...﴾
تكلم صاحب بوارق الهدى على قوله سبحانه: ﴿يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيۡلِۖ...﴾ [الزمر:5]. قال: فتكوير الليل على النهار نص في إثبات كروية الأرض مأخوذ من تكوير العمامة على الرأس إذا غطته ومثله ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ ٦١﴾ [الحج: 61]. بمعناه مع العلم أن القرآن يشتمل على بيان الشيء الكثير من آيات الله سبحانه في الآفاق وفي الأنفس، يقول الله سبحانه: ﴿سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ﴾ [فصلت: 53]. انتهى.
وحسبك أنهم بذلوا جهودهم الضائعة في الصعود إلى القمر حتى وصلوا بزعمهم إلى سطحه ولكنهم لم يغيروا شيئًا من حكمه. بل قرروا بأنه غير صالح لشيء أبدًا سوى ما خلق لأجله في قوله سبحانه: ﴿هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِيَآءٗ وَٱلۡقَمَرَ نُورٗا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ٥﴾ [يونس: 5].
وبالجملة فإن المكاتب الإسلامية وغيرها مملوءة من كتب المسلمين التي تبحث عن الأفلاك وعلم الكون والطبيعة بما لا يستطيع هذا الكاتب أن يأتي بمثله، ولو أنصف لعرف ولكنه جنف فحرف.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ نماذج من تفسير "نصر الله" للآيات الكونية ] - المجلد 1