تفسير صاحب "بوارق الهدى" لقوله تعالى: ﴿وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّيَٰحَ لَوَٰقِحَ﴾

في تفسير المنار لمؤلفه محمد رشيد رضا الشيء الكثير مما يتعلق بعلم الكون والكشوف سلك فيه مسلك الاعتدال في التعبير وحسن التفسير. ثم تكلم (صاحب بوارق الهدى) في تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّيَٰحَ لَوَٰقِحَ﴾ [الحجر: 22]. فقال: المراد بها الرياح التي تنقل مادة اللقاح من الذكر إلى الأنثى كل شيء بحسبه، كما أنها تثير السحاب وتلحقه بالماء، ولم يكن هذا معروفًا قبل نزول القرآن حتى قال رجل مستشرق اسمه مستر اجيزي وكان أستاذًا للغة العربية في القرن التاسع عشر الميلادي قال: إن رعاة الإبل يعني العرب قد عرفوا أن الرياح تلقح الأشجار والثمار قبل أن يعرفها علماء أوروبا بثلاثة عشر قرنًا. وهذا من حكمة إنشاء النشء أن يكون بين زوجين وهو شيء يعرفه أهل الحرث حيث يضعون بنات الذكر في الأنثى فيما يسمونه التنبيت والتلقيح، يقول الله تعالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ٤٩﴾ [الذاريات: 49]. وقال تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا يَعۡلَمُونَ ٣٦﴾ [يس: 36].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ نماذج من تفسير "نصر الله" للآيات الكونية ] - المجلد 1