العدل واجب على كل أحد بحسبه
العدل: وهو ضد الجور، ونسمع من ألسنة الناس يقولون: فلان عدل، سيرته حسنة، يؤدي الحقوق ولا يظلم أحدًا. وبضده يقولون: فلان «مايل»، يأكل حقوق الناس ويتكبر عليهم. فهذه شهادة الناس عليهم، والناس شهداء الله في أرضه.
العدل واجب على كل أحد بحسبه، فعلى الحاكم من العدل: وجوب تنفيذ الحق والإلزام به، وردع الظالـم، وكف طمعه، وإقناعه بحقه، وإيقافه على حده حتى لا يعتدي على غيره؛ لأن الحاكم ظل الله في أرضه، يأوي إليه كل مظلوم من عباده ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ﴾ [البقرة: 251]. وإذا اتصف الحاكم بالعدل، ألزم النفوس طاعته، والقلوب محبته، وأشرق بنور عدله زمانه، وكثر على عدوه أنصاره وأعوانه، وما أحسن ما قيل:
لكل ولاية لا بد عَزْل
وصرف الدهر عقد ثم حل
وأحسن سيرة تبقى لوال
مدى الأيام إحسان وعدل
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (58) العدل قوام الدّنيا والدّين وصَلاح المخلوقين - المجلد (7)