لما اقتتل العرب المسلمون فيما بينهم وانحرفوا عن دينهم سلط الله عليهم عدوهم
وعلى أثره (يعني على لإثر ما وقع من ضعف عمل المسلمين بالإسلام وسوء اعتقادهم فيه)حصل الاختلاف بين الحكام والزعماء نتيجة الاختلاف في النزعات والأهواء، فتقطعت وحدة جماعة الـمسلمين إربًا وأوصالاً، وصاروا شيعًا وأحزابًا، ففشى من بينهم الفوضى والشقاق، وقامت الفتن على قدم وساق، يقتل بعضهم بعضًا، ويسبي بعضهم أموال بعض بحجة الاشتراكية الـمبتدعة، التي ما أنزل الله بها من سلطان، وبسبب هذا الاختلاف، حصل الاعتلال والاختلال.
وهي فرصة سنح للعدو فيها الـمواثبة، فقويت شوكته، وعظمت صولته، وتسلط على العرب الـمسلمين بجبروته وقوته، حتى أخذ الناس يقولون: ﴿مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ﴾ [البقرة: 214].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (57) الجهاد في سبيل الله وفضل النفقة فيه - المجلد (7)