ما حصل للصحابة في غزوة أحد أورثهم شيئا من الحزم وفعل أولي العزم
وبعد هذه الهزيمة (يعني ما وقع للمسلمين في غزوة أحد)، أخذ الصحابة يتفكرون في سببها، وقد عرفوا أنها إنما حصلت عليهم بسبب ذنب اقترفوه في إخلاء مركزهم؛ الذي أمروا بحفظه، وأنزل الله، كالتأنيب والتأديب ﴿أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡ﴾ [آلعمران: 165]. أي بسبب تقصيركم بواجبكم.
فهذه الكبوة، وما حصل على أثرها من النكبة، قد أورثت الصحابة شيئًا من الحزم، وفعل أُولي العزم، من أخذ الحذر، والاستعداد بالقوة، واستعمال وسائل الكيد لعدوهم، مما جعلهم يتوصلون إلى ما تحصلوا عليه، من فتح مشارق الأرض ومغاربها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (57) الجهاد في سبيل الله وفضل النفقة فيه - المجلد (7)