النصر من الله مع النصر لله والأخذ بالأسباب

إن الشيء بالشيء يذكر، والدنيا كلها عبر. إنه لمّا كانت واقعة بدر، وكان أصحاب رسول الله ﷺ قلة، وفي حالة ضعف وذلة، وأقبل الـمشركون بخيلهم وخيلائهم وهم محدقون بالسلاح التام؛ يريدون أن يستأصلوا شأفة رسول الله وأصحابه، وأن يبيدوا خضراءهم، فصف رسول الله ﷺ الـمقاتلة، ثم قام يدعو ويتضرع إلى ربه حتى سقط رداؤه من طول قيامه للدعاء، فلما التقى الجمعان، أنزل الله النصر على نبيه وأصحابه، فقتلوا سبعين من عظماء الـمشركين، وأسروا سبعين، وضربوا عليهم الفداء. وبعد هذا النصر والظفر، دخل في قلوب الصحابة شيء من قوة الإيمان بالله، والتوكل عليه، وظنوا أنهم لن يغلبوا أبدًا؛ من أجل إيمانهم، وكونهم حزب رسول الله ﷺ ويقاتلون في سبيل الله، مما جعلهم يكسلون عن الاحتفال بالأسباب وأخذ الحذر والاحتفاظ عن غوائل عدوهم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (57) الجهاد في سبيل الله وفضل النفقة فيه - المجلد (7)