الـمؤمنون في الدنيا بمثابة الغرباء الـمسافرين

إن الـمؤمنين يعلمون بطريق اليقين أنهم في الدنيا بمثابة الغرباء الـمسافرين، وأن لهم دارًا غير دار الدنيا، هي دار الآخرة دار البقاء، فهم يتزودون للنقلة إليها، لعلمهم أن الدنيا دار فناء، وأن الآخرة هي دار القرار، فهم يتزودون من الدنيا للفوز بالآخرة. ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰ﴾ [البقرة: 197]. قد نادت الدنيا على نفسها لو كان في العالـم من يسمع كم واثق بالعمر أفنيته وجامع بددت ما يجمع لها في كل حين قتيل من الناس، فمنهم من يموت بالحرق، ومنهم من يموت بالغرق، ومنهم من يموت بالصدم، ومنهم من يموت بانقلاب السيارة، ومنهم من يموت فجأة بداء السكتة، تنوعت الأسباب والـموت واحد. ومع هذا كله، قد انخدع أكثر الناس فيها بطول الأمل عن تصحيح العمل، والتأهب للأجل.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (54) الوصية في حالة الصِّحّة وكونها من الحَزم وفعل أولي العَزم - المجلد (7)