لكل زارع ما زرع

وقد جعل الله الدنيا مزرعة للآخرة، تزرع فيها الأعمال الصالحة والأعمال السيئة، فمن زرع خيرًا حصد خيرًا، ومن زرع شرًّا حصد شرًّا، ولكل زارع ما زرع. غدًا توفى النفوس ما عملت ويحصد الزارعون ما زرعوا إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا فما عيبت الدنيا بأكثر من ذكر فنائها، وتقلب أحوالها، وهو أدل دليل على زوالها، فتتبدل صحة الإنسان فيها بالسقم، ونعيمه بالبؤس، وحياته بالـموت، وعماره فيها بالخراب، والاجتماع فيها بفرقة الأحباب، وكل ما فوق التراب تراب. فلا تصفو لأحد بحال، محفوفة بالأنكاد والأكدار، وبالشرور والأضرار، وبالهموم والغموم والأحزان، فلا يهذبها ويصفيها سوى الدين، وطاعة رب العالـمين. ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (54) الوصية في حالة الصِّحّة وكونها من الحَزم وفعل أولي العَزم - المجلد (7)