لقد دعا الله عباده إلى النظر والاعتبار في مخلوقاته
وقد دعا الله عباده إلى النظر والاعتبار في مخلوقاته ليزدادوا بذلك إيمانًا ويقينًا وعبادة، يقول الله سبحانه: ﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٩٠ ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ١٩١﴾ [آل عمران: 190-191].
وقال سبحانه: ﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ ١٠١﴾ [يونس: 101]. وصدق الله ورسوله فإن الآيات والعبر والتفكر المعتبر إنما تستفيد به النفوس الخيرة النيرة المستعدة لقبول الحق والتوجه إلى طلبه واتباعه.
أما النفوس الشريرة فإنها تزداد به طغيانًا وكفرًا وعتوًّا ونفورًا، فهي تحيل كل شيء إلى الطبيعة وينسبون آيات الله ومخلوقاته في أرضه وسماواته إلى الطبيعة، بمعنى أنها الموجدة لها دون الله عز وجل، ويسميهم العلماء بالطبعيين فهؤلاء لا تزيدهم الآيات والعبر إلا نفورًا واستكبارًا وجحودًا وعنادًا ﴿وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ١٤﴾ [النمل: 14]. ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتۡ عَلَيۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٩٦ وَلَوۡ جَآءَتۡهُمۡ كُلُّ ءَايَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ ٩٧﴾ [يونس: 96-97].
أقلقتم السابح في لجة
أطرتم في الجو ذات الجناح
هذا وأنتم عرضة للفنا
فكيف لو عمرتم يا وقاح
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ الاكتشافات العلمية الحديثة من نعم الله على عباده ] - المجلد 1