«ليس الواصل بالـمكافئ»

لنعلم أنه «ليس الواصل بالـمكافئ» ؛ لأن الـمكافأة يفعلها الأعداء مع الأعداء، والبعداء مع البعداء، «ولكن الواصل الذي إذا قطعَت رحمه وصلها» ؛ لأن الواصل على الحقيقة يعامل ربه بصلته لرحمه، حتى لو جفاه قريبه أو لم يشكره على صلته وإحسانه، أو لم يكافئه على معروفه، فإنه لا ينبغي أن يقطع صلته وإحسانه؛ لأنه لو ضاع معروفه عنده، فإنه لن يضيع عند الله عز وجل. من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس وفي الحديث أن النبي ﷺ قال: «أفضل الصلة صلة الرحم الكاشح» . أي الـمضمر للعداوة؛ لأن صلتك له مع إضماره لعداوته تدل على حسن النية، وصلاح السيرة والسريرة؛ ولهذا كان من خلق النبي ﷺ أنه يعطي من حرمه، ويصل من قطعه، ويعفو عمن ظلمه. وقد أرشد القرآن الحكيم إلى ذلك بقوله: ﴿وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ ٣٤ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ ٣٥﴾ [فصلت: 34-35].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 53 صلة الأرحام وكونها من الأعمال الميمونة في بَسط الرّزق وبركة الأعمار - المجلد 7