الإعراض عن الأسباب نقص في العقل
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الطعن في الأسباب قدح في الشرع، والإعراض عن الأسباب نقص في العقل. والله سبحانه يحب الكَيْس -أي الحزم- ويلوم على العجز. وفي الحديث: «كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكَيْس». فالعجز هو التواني، والكسل في الأمور، وعدم الأخذ بالثقة، وعمل الحيطة في كل ما يقيه ويرقيه. ولهذا قيل:
الحزم أبو العزم أبو الظفرات
والترك أبو الفرك أبو الحسرات
فقول النبي ﷺ: «احرص على ما ينفعك»، يشمل هذا كله، كما يشمل الحرص على أمر دينه، من المحافظة على كل فرائض ربه التي ينتظم بها أمر حياته وآخرته، فإنها نعم العون على ما يزاوله من أمر الدنيا. وفي الدعاء المأثور «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي». وقد مدح الله الذين يقولون: ﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ٢٠١﴾ [البقرة: 201].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر / " بطلان الاحتجاج بالقدر: المحتجون بالقدر حجتهم داحضة عند ربهم - التذكير بحديث «المؤمن القويّ أحب إلى الله من المؤمن الضعيف» وفيه بيان القضاء والقدر على الوجه الصحيح " - المجلد (1)