تفضيل عمر بن الخطاب للأمير القوي على الأمير الضعيف
ولهذا كان من سيرة عمر بن الخطاب: أنه كان يفضّل الأمير القوي، ويقدمه في الولاية على الضعيف. كما ولى زياد بن أبيه وأمثاله. وكان يقول: اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر، وعجز الثقة.
ويستحبون في القاضي: أن يكون قويًّا من غير عنف، لينًا من غير ضعف، حليمًا، ذا أناة وفطنة. وقد قيل:
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما
نجح الأمور بقوة الأسباب
فالقوة الممدوحة هنا، شاملة للقوة في الدين والدنيا، لكونه يقوم في أعماله بجد وعزم، ويأخذ بأسباب الحزم. وقد قيل:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى
فما انقادت الآمال إلا لصابر
ولهذا قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز».
فهذه من أجمع الكلمات، وأفصح العظات، ترشد الإنسان إلى الحرص فيما ينفعه في أمر دينه ودنياه وبدنه، فمتى احتاج إلى علاج يزيل به ضرره، ويدفع به مرضه، فإنه يبادر إلى الأخذ بأسبابه، والدخول عليه من بابه، لأن دين الإسلام، يجمع بين مصالح الروح والجسد، وبين مصالح الدنيا والآخرة. ففي الحديث، أن النبي ﷺ قال: «ما نزل داء، إلا وله دواء، علمه من علمه، وجهله مَنْ جهله». وقال: «تداوَوْا ولا تداوَوْا بحرام». فيستعمل الدواء الكريه المرّ، خوفًا من الوقوع في الضر. كما قيل:
نحن في دار بليات
نعالج آفات بآفات
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر / " بطلان الاحتجاج بالقدر: المحتجون بالقدر حجتهم داحضة عند ربهم - التذكير بحديث «المؤمن القويّ أحب إلى الله من المؤمن الضعيف» وفيه بيان القضاء والقدر على الوجه الصحيح " - المجلد (1)