تخلق النبي صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم ودعوته إليها

وفي قصة أبي سفيان بن حرب لما سافر إلى الشام وسأله هرقل عن صفة رسول الله ﷺ فقال له بعد سؤال طويل: ماذا يأمركم به؟ قلت: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. قال: إن كان ما تقول حقًّا، فسيملك موضع قدمي هاتين. ولما بدئ بنزول الوحي على رسول الله ﷺ ولقي منه من الشدة ما هاله. قالت له خديجة: «كلا والله ما يخزيك الله أبدًا. إنك تصل الرحم، وتحمل الكل، وتُكسب الـمعدوم، وتُقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق». فعلمت خديجة بفراستها الصادقة أن هذه الخلال من تحلى بها كان في كلاءة من الله، وحفظ ورعاية، وكان جديرًا بكل خير، بعيدًا عن كل شر؛ لأن صنائع الإحسان تقي مصارع السوء. ولم أر كالـمعروف أما مذاقه فحلو وأما وجهه فجميل
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (53) صلة الأرحام وكونها من الأعمال الميمونة في بَسط الرّزق وبركة الأعمار - المجلد (7)