من هدي النبي ﷺ أنه يدعو إلى صلة الأرحام

وكان من هدي النبي ﷺ أنه يدعو إلى صلة الأرحام في بداية دعوته، كما يدعو إلى عبادة الـملك العلام، يقول عبد الله بن سلام: لما قدم النبي ﷺ الـمدينة، انجفل الناس عنه، فلما رأيته علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فسمعته يقول: «أيها الناس أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصِلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام». وفي صحيح مسلم عن عمرو بن عَبَسة قال: «كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأصنام، إذ سمعت برجل يخبر أخبارًا بمكة، فقعدت على راحلتي حتى قدمت عليه، فرأيت رجلا جُرّاءً عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه، قلت له: ما أنت؟ قال: «أنا نبي». قلت: وما نبي؟ قال: «أرسلني الله». قلت: وما أرسلك؟ قال: «أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء». قلت: ومن معك على هذا؟ قال: «معي حر وعبد». ومعه يومئذ أبو بكر وبلال. قلت: إني متبعك على هذا. قال: «إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا. أما ترى حالتي وحالة الناس؟ ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد خرجت فأتني». وذكر بقية الحديث.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (53) صلة الأرحام وكونها من الأعمال الميمونة في بَسط الرّزق وبركة الأعمار - المجلد (7)