حب الدنيا ليس مذمومًا على الإطلاق إذا لم يخرج عن حد الاعتدال
فحب الدنيا ليس مذمومًا على الإطلاق، وإنما يذم إذا خرج بصاحبه عن حد الاعتدال، بأن أشغل صاحبه عن عبادة ربه، أو بخل بما أتاه الله من فضلة؛ لأن البر وفعل الخير هو همة التقي، ولا يضره لو تعلقت جميع جوارحه بحب الدنيا، وقد مدح الله التجار الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار. فهؤلاء يشتغلون في الدنيا بجوارحهم، وقلوبهم متعلقة بالعمل لآخرتهم، فحصلوا الحسنتين، وفازوا بالسعادتين، فكانت أعمالهم بارة، وأرزاق الله عليهم دارة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (52) تفسير سورة «سَبِّح اسمَ ربِّكَ الأعلَى» - المجلد (7)