التعليق على قوله تعالى: ﴿وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ...﴾

قال (تعالى): ﴿وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ١٥﴾ [الأعلى: 15]. فدائمًا يقرن سبحانه الصلاة بالزكاة في كثير من الآيات، وقيل: نزلت هذه الآية في صلاة العيد، وفي زكاة الفطر. ﴿بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ١٦ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ ١٧﴾ [الأعلى: 16-17]. إن الله سبحانه أخبر عن الناس بأنهم يحبون الحياة، ويؤثرون العمل لها على العمل لآخرتهم، ويحبون الـمال حبًّا جمًّا، لكون النفوس، مولعة بحب العاجل، ﴿إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ يَوۡمٗا ثَقِيلٗا ٢٧﴾ [الإنسان: 27]. فمحبة الحياة، ومحبة الـمال، هي من الأشياء التي جبل البشر عليها، وقد وصف الله الإنسان، بأنه لحب الخير لشديد، والخير هو الـمال الكثير، فلا عيب في محبة الإنسان للحياة أو الـمال، إذا لم تخرج به محبته عن حد الاعتدال، كما قيل: دع الذم للدنيا فكم من موفق يقول وقد لاقى النعيم بجنتي حياتي لو امتدت لزادت سعادتي فياليت أيامي أطيلت ومدتي
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 52 تفسير سورة «سَبِّح اسمَ ربِّكَ الأعلَى» - المجلد 7