عليكم بأداء ا لأمانة فإنها عنوان الديانة

عليكم بأداء ا لأمانة فإنها عنوان الديانة، «فلا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ» فأيما رجل استؤمن على مال تاجر، أو مال حكومة، أو مال شركة، فواجب عليه أن يقوم بحفظ ما استؤمن عليه من حفظه وصيانته، حتى يؤديه إلى أهله، فإن هذا من واجبات الإسلام، كوجوب الصلاة والصيام. فمن خالف وخان، وأخذ يختلس ما استؤمن عليه بطريق التلصص الغبي، والخيانة الخفية، فإنه يعد من الخونة؛ الخائن لدينه، الخائن لأمانته، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وما أخذه بسبيل الاختلاس، فإنه يعود عليه بالفقر والفاقة، والقلة والذلة، ولو بعد حين؛ لأن كسبه بهذا الطريق بمثابة الزبد الذي يذهب جفاء، ويعود إلى وراء. ومن الـمشاهد الـمحسوس، أن الخونة يبتلون في الدنيا بالخزي والعار، وفي الآخرة بالنار ﴿وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي كَيۡدَ ٱلۡخَآئِنِينَ﴾ [يوسف: 52]. ﴿ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [آل‌عمران: 161].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (41) نوع ثالث في التذكير بعيد الفطر - المجلد (6)