خلق الله الخلق لعبادته

إن الله سبحانه خلق الخلق لعبادته، وأمرهم بتوحيده وطاعته، أوجب ذلك عليهم في خاصة أنفسهم، وأن يجاهدوا عليه أهلهم وأولادهم، فأوجب سبحانه على عباده الصلوات الخمس؛ مفرقة في أوقاتها الـمعروفة، وجعلها عمود دينهم، ورأس إيمانهم وأمانتهم. وفرض عليهم زكاة أموالهم؛ طهرة تطهرهم، وجعلها بمثابة الدليل والبرهان على صحة إيمانهم وأمانتهم. وكما فرض صوم شهر رمضان؛ لتمحيص تقواهم، وتكفير ذنوبهم، وليتبين به حقيقة من يطيع ربه في سرائه وضرائه فيما يحب وفيما يكره، فيصبح صائمًا صابرًا عن مطعومه ومشروبه لقصد رضا ربه ومحبوبه. والله تعالى يقول: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (38) الذكرى الرابعة في العشر الأخيرة من رمضان وبيان زكاة الفطر - المجلد (6)