التقلل من العشاء، والتيقظ وقت السحور فضيلة

(إن) الرجل الأكول النؤوم؛ الذي يملأ بطنه من أصناف الطعام ولحوم الأنعام، ثم ينام عليه بعد العشاء، ولعله لا يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، أو إلاّ وقت الضحى، فلا شك أن هذه خلة ذميمة، وعادة لئيمة، فكم فاته برقاده الضحى من غنيمة. إن التقلل من العشاء، والتيقظ وقت السحور فضيلة، فقد قيل: نم مبكرًا، وقم مبكرًا ترى الصحة أحسن ما ترى. وفي وقت السحر تنزل الرحمة، وتقسم الغنيمة، فما يطلع الفجر إلا وقد حاز القائمون الغنيمة، وحمدوا عند الصباح السرى. وما عند أهل الغفلة والنوم خبر مما جرى. قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل أسأل الله سبحانه، أن يعمنا وإياكم بعفوه، وأن يسبغ علينا وعليكم واسع فضله، وأن يدخلنا برحمته في الصالحين من عباده، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (37) الذكرى الثالثة من رمضان - المجلد (6)